كانَتْ ماريّا تَشْعُرُ بِالمَلَلِ، فَهيَ تَجْلِسُ في السَّريرِ طَوالَ اليَومِ لِأَنَّها مَريضَةٌ.
قالَتْ ماريَّا: أَنا أَفْضَلُ اليَوم، أُريدُ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الغُرْفَةِ.
قالَتِ الأُمُّ: لَقَدْ قالَ الطَّبيبُ أَنَّكِ يَجِبُ أَنْ تَبْقَي في السَّريرِ لِمُدَةِ يَومَينِ.
كانَ عُمْرُ ماريّا ثَمانيَةَ عَشَرَ عامًا، وَلَكِنَّها كانَتْ تُطيعُ أُمَّها.
قالَتْ ماريّا: لَكِنَّني أَشْعُرُ بِالمَلَلِ.
قالَتِ الأُمُّ: لِماذا لا تَكْتُبينَ قِصَّةً؟
قالَتْ ماريّا: اَكْتُبُ قِصَّةً! أَنا لا أَعْتَقِدُ أَنَّنَي أَسْتَطيعُ كِتابَةَ القِصَصِ.
قالَتِ الأَمُّ: كَيفَ تَعْرِفينَ أَنَّكِ لا تَسْتَطيعينَ كِتابَةَ القِصَصِ؟ أَنْتِ لَمْ تُحاولي كِتابَةً القِصَصِ مِنْ قَبْل.
أَعْطَتِ الأُمُّ ابْنَتَها دَفْتَرًا وَقَلَمًا.
جَلَسَتْ ماريّا في سَريرِها، وَبَدَأَتْ تَكْتُبُ قِصَّةً، كانَ اسْمُ القِصَّةِ المَنْزِلُ الجَميلُ. كانَتِ القِصَّةُ تَتَحَدَّثُ عَنِ الأَحْلامِ.
لَمْ تَكُنِ القِصَةُ جَيِّدَةً جِدًا، وَلَكِنَّ ماريّا كانَت سَعيدَةً أَنَّها اسْتَطاعَتْ كِتابَتَها.
قالَتِ الأُمُّ: يَجِبُ أَنْ تُحاوِلي مَرَّةً ثانيَةً. 
بَدَأَتْ ماريّا تَكْتُبُ القِصَصَ وَتُرْسِلُها إِلى الجَريدَةِ، وَلَكِنَّ مُديرَ الجَريدَةِ كانَ يُعيدُ القِصَصَ إِلى ماريّا.
قالَتْ ماريّا: سَأُحاوِلُ أَنْ أَكْتُبَ رِوايَّةً.
تَذَكَرَتْ ماريّا أَنَّها رَأَتْ فَتاةً شابَةً في فُنْدُقٍ في مَدينَةِ القاهِرَةِ. فَكَرَّت ماريّا أَنَّها سَتَكْتُبُ قِصَّةً عَنْ تِلْكَ الفَتاةِ.