Khaled and the school
خالِدٌ كانَ صَبيًا صَغيرًا نَشيطًا، وَكانَ يَنْتَظِرُ بِدْءَ المَدْرَسَةِ. كُلَّ يَومٍ كانَ يَسْألُ أُمَّهُ: هَلْ تَبْدَأُ المَدْرَسَةُ اليَومَ؟ وَتُجيبُ الأُمُّ: لا، لَيسَ اليَوم. وَاسْتَمَرَّ خالِدٌ بِالسُّؤالِ عَنِ المَدْرَسَةِ لِعِدَّةِ أَشْهُرٍ. وَأَخيرًا، في أَحَدِ الأَيّامِ، قالَتِ الأُمُّ: نَعَمْ، اليَومُ هوَ اليَومُ الذي سَتَذْهَبُ فيهِ إِلى المَدْرَسَةِ.
فَجْأَةً شَعَرَ خالِدٌ بِالخَوفِ، لَمْ يَكُنْ يُريدُ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنْ أُمِّهِ. قالَ خالِدٌ: أَنا لا أُريدُ الذَّهابَ إِلى المَدْرَسَةِ. رَكَضَ إِلى غُرْفَتِهِ، وَاخْتَبَأَ تَحْتَ السَّريرِ. سَمِعَ أُمَّهُ وَهيَ تُنادي بِاسْمِهِ، وَلَكِّنَّهُ لَمْ يَّرُدَّ عَلَيها.
دَخَلَتِ الأُمُّ إِلى غُرْفَةِ خالِدٍ وَسَأَلَتْ: هَلْ أَنْتَ تَحْتَ السَّريرِ؟
قالَ خالِدٌ: لا. ضَحِكَتِ الأُمُّ، وَسَحَبَتْ خالِدًا مِنْ تَحْتِ السَّريرِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْهُ إِلى المَدْرَسَةِ.
بَقيَتْ والِدَةُ خالِدٍ في المَدْرَسَةِ قَليلًا، وَكانَ هُناكَ العَديدُ مِنَ الأُمَّهاتِ في المَدْرَسَةِ أَيْضًا.
في نِهايَةِ اليَومِ، خَرَجَ خالِدٌ مِنَ المَدْرَسَةِ وَهُوَ يَحْمِلُ حَقيبَتَهُ الصَّغيرَةَ، وابْتِسامَةٌ كَبيرَةٌ عَلى وَجْهِهِ. كانَ سَعيدًا أَنَّهُ ذَهَبَ إِلى المَدْرَسَةِ.
وَصَلَ خالِدٌ إِلى البَيتِ، وَقالَ لِأُمِّهِ: لَقَدْ أَحْبَبْتُ المَدْرَسَةَ كَثيرًا، سَوفَ أَذْهَبُ إِلَيها كُلَّ يَومٍ.