The boy who talks a lot
كانَ هُناكَ صَبيٌّ صَغيرٌ لا يَسْتَطيعُ التَّوَقُفَ عَنِ الكَلامِ، كانَ يَتَحَدَّثُ وَيَتَحَدَّثُ كُلَّ اليَومِ، وَلَمْ يَكُنْ لَدَيهِ أَصْدِقاءٌ، لِأَنَّهُ كانَ يَتَحَدَّثُ دائِمًا وَلا يَسْتَمِعُ لِأَحَدٍ. كانَتِ الكَلِماتُ تَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ طَوالَ النَّهارِ. في أَحَدِ الأَيَّامِ سَأَلَ والِدَهُ: لِماذا لَيسَ لَدَيَّ أَيُّ أَصْدِقاءٍ؟
كانَ يَتَمَنَّى أَنْ يَكونَ لَديهِ أَصْدِقاءٌ. قالَ لَهُ والِدُهُ: اِسْمَعْ يا بُنَيَّ، هَلْ تَسْمَعُ الضَّفادِعَ في البِرْكَةِ، إِنَّها لا تَتَوَّقَفُ عَنِ النَقيقِ أَبَدًا.
وَلَكِنْ هَلْ يَنْتَبِهُ لَها أَحَدٌ؟
قالَ الصَّبيُّ: لا أَحَدَ يَهْتَمُّ بِالضَفادِعِ عِنْدَما تُصْدِرُ الأَصواتَ.
قالَ الأَبُ: وَلَكِنْ هَلْ تَسْمَعُ الدِّيكَ عِنْدَما يَصيحُ في الصَّباحِ؟
أَجابَ الصَّبيُّ: نَعَمْ، الكُلُّ يَسْمَعُ الدِّيكَ عِنْدَما يَصيحُ في الصَّباحِ.
سَأَلَ الأَبُ: هَلْ يَصيحُ الدِّيكُ في وَقْتٍ آخَرَ؟
أَجابَ الصَّبيُّ: لا، إِنَّهُ يَصيحُ في الصَّباحِ فَقَطْ، إِنَّهُ يوقِظُ النَّاسَ مِنَ النَّومِ.
قالَ الأَبُ: لَو كانَ الدِّيكُ يَصيحُ في كُلِّ وَقْتٍ، لَما اِسْتَمَعَ لَهُ أَحَدٌ.
فَهِمَ الصَّبيُّ ما يُريدُهُ والِدُهُ، وَقالَ لِأَبيهِ: سَوفَ أَكونُ مِثْلَ الدِّيكِ يا أَبي، لا أَتَكَلَّمُ إِلا بِكَلِماتٍ قَليلَةٍ وَفي الوَقْتِ المُناسِبِ فَقَطْ.