في يَومٍ مُشْمِسٍ، كانَتْ لَمى تَمْشي في حَديقَةِ الحَيِّ، فَجْأَةً سَمِعَتْ صَوتًا يَأْتي مِنْ خَلْفِ شَجَرَةٍ صَغيرَةٍ. اِقْتَرَبَتْ بِهُدوءٍ لِتَجِدَ قِطَّةً صَغيرَةً مَريضَةً عَلى الأَرْضِ، كانَتْ نَحيفَةً جِدًا وَعَيناها مُغْمَضَتانِ. أَحَسَّتْ لَمى بِحُزْنٍ شَديدٍ عَلى القِطَّةِ الصَّغيرَةِ، فَقرَّرَت أَنْ تَأخُذَها إِلى المَنْزِلِ لِلعِنايَةِ بِها.
حَمَلَتْ لَمى القِطَّةَ وَوَضَعَتْها في صُنْدوقٍ صَغيرٍ دَافِئٍ. ذَهَبَتْ بِها مُباشَرَةً إِلى الطَّبيبِ البَيطَريِّ. فَحَصَ الطَّبيبُ القِطَّةَ وَوَجَدَ أَنَّها تُعانِي مِنَ الجوعِ وَبَعْضَ الجُروحِ الصَّغيرَةِ. قالَ الطَّبيبُ لَها أَنَّ القِطَّةَ سَتُشْفى بِسُرْعَةٍ إِذا تَلَقَّتِ العِلاجَ المُناسِبَ.
أَعْطى الطَّبيبُ لِلَمى بَعْضَ الأَدويَةِ وَالطَّعامَ الخاصَّ بِالقِطَطِ الصَّغيرَةِ. عادَتْ لَمى إِلى المَنْزِلِ مَعَ القِطَّةِ الصَّغيرَةِ وَبَدَأَتْ بِالعِنايَةِ بِها بِكُلِّ حُبٍّ وَعِنايَةٍ. كانَتْ تُطْعِمُها الحَليبَ الدَّافِئَ وَتُنَظِفُ جُروحَها بِانْتِظامٍ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ، بَدَأَتِ القِطَّةُ تُشْفى، وَفَتَحَتْ عَينَيها وَبَدَأَتْ تَلْعَبُ.
أَصْبَحَتْ لَمى وَالقِطَةُ صَديقَتَينِ. كانَتِ القِطَّةُ تَلْعَبُ مَعَها وَتَنامُ بِجانِبِها. بَعْدَ أَنْ شُفيَتِ القِطَّةُ تَمامًا، قَرَّرَتْ لَمى أَنْ تَحْتَفِظَ بِها. جَهَّزَتْ لَها مَكانًا دافِئًا وَنَظيفًا لِلنَّومِ، وَاشْتَرَتْ لَها أَلْعابًا كَثيرَةً لِتَلْعَبَ بِها.