أَحْمَدُ كانَ شابًا يَحْلُمُ بِرُؤيَةِ العالَمِ. قَرَّرَ أَنْ يَتْرُكَ كُلَّ شَيءٍ خَلْفَهُ وَيَبْدَأَ رِحْلَةً طَويلَةً عَبْرَ بِلادِهِ. وَضَعَ بَعْضَ الأَشْياءِ الضَّروريَّةِ في حَقيبَتِهِ وَأَخَذَ بَعْضَ المالِ، وَانْطَلَقَ في رِحْلَتِهِ.
في بِدايَةِ رِحْلَتِهِ، كانَ سَعيدًا جِدًا لِرُؤيَةِ الأَماكِنِ الجَديدَةِ. سافَرَ عَبْرَ الصَّحْراءِ، وَتَسَلَّقَ الجِبالَ العاليَةَ، وَعَبَرَ الأَنْهارَ العَميقَةَ. اسْتَمْتَعَ بِجَمالِ الطَّبيعَةِ الجَميلَةِ، وَشاهَدَ مَناظِرَ لَمْ يُشاهِدْها مِنْ قَبْل.
وَلَكِنَّ الرِّحْلَةَ لَمْ تَكُنْ سَهْلَةً كَما كانَ يَتَوَقَعُ. مَرَّةً، تَعَطَلَتْ سَيَّارَتُهُ في مُنْتَصَفِ الصَّحراءِ، وانْتَظَرَ ساعاتٍ حَتى يَأتي أَحَدٌ لِمُساعَدَتَهِ. وَفي مَرَّةٍ أُخْرى، ضاعَ في الغابَةِ.
خِلالَ رِحْلَتِهِ، التَقى أَحْمَدُ بِأَشْخاصٍ مِنْ مُخْتَلَفِ البِلادِ. تَعَلَّمَ مِنْهُمُ الكَثيرَ، وَتَذوَّقَ الطَّعامَ المَحَلِّيَّ، وَاسْتَمَعَ إِلى الموسيقى. اِسْتَمْتَعَ بِالحَديثِ مَعْهُمْ.
رُغْمَ المَشاكِلِ التي واجَهَها، اسْتَمَرَّ أَحْمَدُ في رِحْلَتِهِ. تَعَلَّمَّ الكَثيرَ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ العالَمِ مِنْ حَوْلِهِ. اكْتَشَفَ أَنَّ هُناكَ الكَثيرَ مِنَ الجَمالِ في هَذا العالَمِ، وأَنَّ النَّاسَ في كُلِّ مَكانٍ لَديهُم قِصَصُهُمُ الخاصَةُ.
في نِهايَةِ رِحْلَتِهِ، عادَ أَحْمَدُ إِلى مَنْزِلِهِ وَهوَ شَخْصٌ مُخْتَلِفٌ. كانَ أَكْثَرَ حِكْمَةً ويَحْمِلُ مَعَهُ ذِكْرياتٍ لا تُنسَى، وَصوَرًا جَميلَةً.