كانَ لِخالِدٍ شَعْرٌ أَشْقَرُ ناعِمٌ وَطَويلٌ مِثْلَ الحَريرِ. كانَ الجَميعُ يُعْجَبُ بِشَعْرِهِ وَيَقولونَ إِنَّهُ يُشْبِهُ مَلائِكَةَ السَّماءِ. والِداهُ يُحِبَّانِ جِدًا شَعْرَهُ الجَميلَ، وَكانا يَرْفُضانِ قَصَّهُ. كانَتْ والِدَتُهُ تَقومُ بِتَمْشيطِ شَعْرِهِ كُلَّ يَومٍ وَتضَعُ لَهُ شَرائِطَ مُلَوَّنَةً.
عِنْدَما أَصْبَحَ خالِدٌ في العاشِرَةِ مِنْ عُمُرِهِ، بَدَأَ يَشْعُرُ بِالحَرَجِ مِنْ شَعْرِهِ الطَّويلِ. كانَ أَصْدِقاؤُهُ يَضْحَكونَ عَلَيهِ وَيُطْلِقونَ عَلَيهِ أَسْماءً مُضْحِكَةً. ذَهَبَ إِلى والِدَيهِ وَطَلَبَ مِنْهُمْ قَصَّ شَعْرِهِ. في البِدايَةِ، شَعَرا بِالحُزْنِ لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ شَعْرَهُ الجَميلَ، وَلَكِنَّهُمْ وافَقوا عَلَى طَلَبِهِ.
أَخَذاهُ إِلى الحَلَّاقِ، وَطَلَبوا مِنْهُ أَنْ يَقُصَّ شَعْرَ خالِدٍ. في البِدايَةِ، شَعَرَ خالِدٌ بِالحُزْنِ لِأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يُشْبِهُ المَلائِكَةَ، وَلَكِنْ عِنْدَما نَظَرَ إِلى نَفْسِهِ في المِرآةِ رَأَى أَنَّ شَكْلَهُ أَصْبَحَ أَفْضَلَ، أَصْبَحَ وَجْهُهُ أَكْثَرَ وُضوحًا وَعَينَاهُ أَكْبَرَ. شَكَرَ خالِدٌ والِدِيهِ ، وَشَعَرَ بِسَعادَةٍ كَبيرَةٍ لِأَنَّهُ أَصْبَحَ مِثْلَ أَصْدِقائِهِ.
مِنْذُ ذَلِكَ اليَومِ، لَمْ يَعُدْ خالِدٌ يَتْرُكُ شَعْرَهُ فَتْرَةً طَويلَةً بِدونِ حِلاقَةٍ، وَكانَ يَذْهَبُ في كُلِّ بِدايَةِ شَهْرٍ إِلى الحَلَّاقِ لِيَقومَ بِقَصِّ شَعْرِهِ وَتَرْتيبِهِ.
أَحَبَّ خالِدٌ الشَّعْرَ القَصيرَ، وَتَوَّقَفَ أَصْدِقائُهُ عَنْ إِطْلاقِ الأَسْماءِ المُزْعِجَةِ عَليهِ.