في شارِعِنا رَجُلٌ اِسْمُهُ حامِدٌ. حامِدٌ رَجُلٌ جَيّدٌ، وَيُساعِدُ الجيرانَ دائِمًا، لَكِنَّهُ يَعيشُ لِوَحْدِهِ، زَوجَتُهُ ماتَتْ وَأَولادُهُ سافَروا إِلى مَدينَةٍ بَعيدَةٍ. كانَ بَيتُ حامِدٍ يَمْتَلِئُ بِالنَّاسِ دائِمًا، كانَ لَديهِ الكَثيرُ مِنَ الأَصْدِقاءِ والأَقارِبِ، وَكانوا دائِمًا يُحْضِرونَ مَعَهُمْ الطَّعامَ والهَدايا.
كانَ حامِدُ يَذْهَبُ كُلَّ يَومٍ في الصَّباحِ إِلى البَساتينِ القَريبَةِ، وَيَجْمَعُ أَغْصانَ الأَشْجارِ اليابِسَةِ، كانَ حامِدُ يَسْتَخْدِمُ الأَغْصانَ لإِشْعالِ المِدْفأَةِ المَوجودَةِ في بَيْتِهِ.
في أَحَدِ الأَيَّامِ عِنْدَما ذَهَبَ لِيَجْمَعَ الأَغْصانَ اليابِسَةَ، وَجَدَ عِقدًا جَميلًا مِنَ الذَّهَبِ اللامِعِ بِجانِبِ شَجَرَةٍ كَبيرَةٍ. أَمْسَكَ حامِدٌ العِقْدَ وَبَدَأَ يُفَكِرُّ، يَبْدو أَنَّ العِقْدَ وَقَعَ مِنْ عُنُقِ إِحْدى النِّساءِ أَثْناءَ جَمْعِ الزَّيتونِ في البُسْتانِ وَلَمْ تَنْتَبِه لَهُ.
كَيْفَ سَيَعْرِفُ حامِدٌ صاحِبَةَ العِقْدِ؟ وَضَعَ حامِدُ العِقْدَ في جَيبِهِ وَعادَ إِلى البَيتِ. طَلَبَ حامِدُ مِنْ أَحَدِ أَقارِبِهِ أَنْ يَكْتُبَ إِعلانًا بِأَنَّه وَجَدَ عِقدًا في البُسْتانِ، وَطَلَبَ مِنْ صاحِبَةِ العِقْدِ أَنْ تَتَصِلَ بِهِ.