اِسْمي رَشا، وَعُمْري ثلاثٌ وَثلاثونَ عامًا، أَنا مُمَرِضَةٌ، أَعْمَلُ في مُسْتَشْفىً كَبيرٍ، عَمَلي هوَ مُساعَدَةُ النَّاسِ المَرْضى، أَعْمَلُ لِساعاتٍ طَويلَةٍ كُلَّ يَومٍ، أَعْمَلُ أَحْيانًا في النَّهارِ، وَأَعْمَلُ أَحْيانًا في اللَّيلِ. أَنا أُحِبُّ عَمَلي لِأَنَّني أُحِبُّ مُساعَدَةَ النَّاسِ. في السَّنَةِ الماضيَةِ، كُنْتُ أَسْكُنُ لِوَحْدي، وَأَعْمَلُ كُلَّ الوَقْتِ، وَكُنْتُ مُتْعَبَةً دائِمًا، وَبَعْدَ العَمَلِ كُنْتُ أَذْهَبُ لِزيارَةِ أُمِّي. كانَتْ أُمِّي تَسْكُنُ في قَرْيَةٍ صَغيرَةٍ، وَكُنْتُ أُحِبُّ مُساعَدَتَها.
في أَحَدِ الأَيَّامِ جاءَ طَبيبٌ جَديدٌ إِلى المَشْفى، كانَ اِسْمُهُ وَسيمٌ، كانَ وَسيمٌ أَصْغَرَ مِني، عُمُرُهُ واحِدٌ وَثلاثونَ عامًا، كانَ وَسيمٌ طَبيباً لِلأَطْفالِ، كانَ لَطيفًا جِدًا، وَيُحِبُّ الأَطْفالَ، كانَ يَبْتَسِمُ دائِمًا، وَيُحْضِرُ الحَلَويَّاتَ وَالأَلْعابَ لِلأَطْفالِ الصِّغارِ. كانَ يَضَعُ قِناعَ قِطٍ لَطيفٍ عَلى وَجْهِهِ، وَكانَ الأَطْفالُ يُحِبُّونَ ذَلِكَ.
كانَ كُلُّ الأَطِباءِ والمُمَرِضينَ يُحِبُّونَ الطَبيبَ الجَديدَ، وَيَبْتَسِمونَ عِنْدَما يَضَعُ القِناعَ عَلى وَجْهِهِ.