في أَحَدِ الأَيَّامِ، عِنْدَما كانَتْ لَيلَى ذاهِبَةً إِلى السُّوقِ، رَأَتْ رَجُلًا عَجوزًا يَجْلِسُ عَلى حافَةِ الطَّريقِ، اِقْتَرَبَتْ مِنْهُ وَسَأَلَتْهُ: هَلْ أَنْتَ بِخَيرٍ يا سَيِّدي؟
اِبْتَسَمَ الرَّجُلُ العَجوزُ وَقالَ: أَنا بِخَيرٍ يا طِفْلَتي، أَنا مُتْعَبٌ قَليلًا فَقَطْ.
أَعْطَتْ لَيلَى رَغيفًا مِنَ الخُبْزِ وَقَليلًا مِنَ الجُبْنِ لِلْرَّجُلِ العَجوزِ. شَكَرَ الرَّجُلُ العَجوزُ لَيلى وَقالَ لَها: لَديكِ قَلْبٌ طَيِّبٌ أَيَّتُها الفَتاةُ، شُكرًا لَكِ.
أَكْمَلَتْ لَيلى طَريْقَها إِلى السُّوقِ وَهيَ تَشْعُرُ بِالسَّعادَةِ لِأَنَّها اسْتَطاعَتْ أَنْ تُساعِدَ شَخْصًا ما. في السُّوقِ اشْتَرَتْ لَيلى بَعْضَ الخُضراواتِ، الفَواكِهَ، وَبَعْضَ التَّوابِلَ لِأُمِّها. في طَريقِ عَودَتِها إِلى البَيتِ رَأَتْ طِفلًا صَغيرًا يَبْكي، سَأَلَتْهُ: لِماذا تَبْكي؟
أَجابَ الطِّفلُ الصَّغيرُ: لا أَسْتَطيعُ أَنْ أَعودَ إِلى البَيتِ، أَنا لا أَعْرِفُ الطَّريقَ.
قالَتْ لَيلى: لا تَقْلَقْ، سَوفَ أُساعِدُكَ لِتَعودَ إِلى بَيتِكَ.
أَمْسَكَتْ بِيَدِ الطِّفلِ الصَّغيرِ وَبَدَأَتْ تَمْشي في شَوارِعِ القَريَةِ، وَبَعْدَ رُبْعِ ساعَةٍ وَجَدوا مَنْزِلَ الصَّبيِّ.