رَكِبْنا في السَّفينَةِ، وَكُنْتُ سَعيدَةً جِدًا، كانَتْ السَّاعَةُ الأولَى رائِعَةً، وَلَكِنْ بَعْدَ ذلِكَ بَدَأَتِ المَشاكِلُ تَحْدُثْ.
رَأَيْنا عاصِفَةً كَبيرَةً، وَبَدَأَتْ تَقْتَرِبُ أَكْثَرَ وَأَكْثَرَ، وَبَدَأَتِ الرِّياحُ تُصْبِحُ أَقوى فَأَقوى، وَكانَتْ أَمواجُ البَحْرِ تُصْبَحُ أَعْلى وَأَعْلى.
كانَتِ السَّفينَةُ تَرْتَفِعُ بِقوَّةٍ ثُمَّ تَهْبِطُ فَوقَ الأَمواجِ. أَصْبَحْتُ خائِفَةً، وَفَكَّرْتُ بِالمَنْزِلِ وَعائِلَتي، وَفَكَرْتُ بِفِراشي الدَافِئِ.
اِنْتَهَتِ العاصِفَةُ في الصَّباحِ، وَأَصْبَحَ الجَوُّ جَميلًا وَالسَّماءُ صافية والرَّياحُ لَطيفَةً.
وَكانَ المَساءُ جَميلًا، كانَ كُلُّ شَيءٍ هادِئًا، اِقْتَرَبَ أَحَدُ الرِّجالِ مِنِي وَبَدَأَ يَتَحَدَّثُ، وَقالَ بَعضَ النُّكاتِ، كانَتِ النّكاتُ مُضْحِكَةً، وَسَأَلَني عَنِ الطَّقْسِ. أَخْبَرْتُهُ عَنْ خَوفي خِلالَ العاصِفَةِ، نَظَرَ إِليَّ وَسَأَلَني أَيَّةُ عاصِفَةٍ، تِلْكَ الرَّياحُ الخَفيفَةُ، وَبَدَأَ يَضْحَكُ.
في اليَومِ التالي كانَتِ الرِّياحُ خَفيفَةً، وَكانَتِ السَّفينَةُ تَتَحَرَّكُ بِبُطءٍ، وَفي اليَومِ الذي بَعْدَهُ أَصْبَحَتِ الرِّياحُ أَقوى وَبَدَأَتِ السَّفينَةُ تَتَحَرَّكُ بِسُرْعَةٍ.